الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الاثنين، 19 مارس 2012

تكست العدد السابع عشر: صنوبر بهي للشاعر نصير الشيخ

صنوبر بهيّ ...

نصير الشيخ

إليه ..

ذلك الذي ذَهب في نزهةٍ

قرب البحيرات التي من وراء حدودها ..

لا أفق ..!

يدخنُ الماضي .. بأصابع مُرةِ

يعيد تكرار السؤال ،

عن الوقت

/ جيش النملِ الذي التهم ممالكهُ /

يفترشُ رخو أيامهِ ..

صديقاً للمقابرِ .. أضحى

ينزوي في تركاته

يلون مجداً غابراً ..

.. على مقربةٍ من الغياهبِ

وجدتهُ يصطحبُ أخوتي الستة ..

كقطيعِ خرافٍ أشهب

يصعدُ التلال ..

ويشمُّ الأخضرَ من سفوحِ بلاده الرحيبة

يملأ النهار بأنفاسِ أحلامه المائسة ..

يزجر الدروبَ ..

لو تعثرت فيها خطاهم .

بكفهِ .. يحجب شمساًً

تلوحُ وجوههم المقمرة

بلهيبها الأصفر.

يشطب التقاويمَ ..

ويقيمُ ذكراه الحزينة ..

يكسرُ الزمنَ المندلقَ من ساعاتِ غرفتهِ ..

فيسيلُ بطيئاً

على وسائدهِ الداكنة .

يعيد تدخين أوراقه ..

تتطشر الذكريات على مرأى يديه

يسحبُ نفساً من دخان عزلتهِ

يبعثرهُ أثيرُ (( الإذاعات ))

على خطوط العرض .

في شتائهِ الملبد بالسكون

يفتحُ دفتراً من خزائنه الملكيةِ

كل ورقةٍ

صورةٌ محنطةٌ بوسامتها

لشهابٍ خرَّ ذات يومٍ

في حومةِ الدجى ..

تُكللها هالة من أسى ،

وتؤطرها تنهداتُ رؤوم .

ورقةٌ ..

لسيد العشب .. راعي النجوم

الذاهب أبداً لاصطياد أحلامهِ

حول بركةِ الضوء ..

نثرت بقاياه .. عند الحدودِ

شظايا الحروب الكسيرة .

ورقةٌ ..

للسائرِ عبر ظلهِ ..

يلونُ المعاني وأحجار الطبيعة

وجدتهُ الفراشاتُ ذات صباحِ ..

تشربُ من دمهِ الأزهارُ ..

وتورقُ فراشاتهُ عصافير وطن

وفي جوفِ صدرهِ ..

زعيق حقدٍ عابرٍ للبحار

ورقةٌ ..

للذي يتقدمنا ..

يحملُ سرَّ الله على جبهتهِ

ويطوف الأزقة والنفوس ..

بحثاً عن الحقِ .

ورقةٌ ..

لصاحب الملذات ..

الذي أوقفتهُ جمارك النهايات البعيدة ..

متلبساً بجرم تهريب قطعان الغيوم

إلى جهةٍ مجهولة .

ورقةٌ ..

للذي غاصَ في لجةِ الحيرةِ

فأغرقَ مراكبهُ ..

على بُعدِ / موت .

ورقةٌ ..

لآخرِ الرايات ،

وهو يكتبُ تاريخنا ..

بحروفٍ تتوهج ..

وكلماتٍ تبصمُ شهادتها

على بوابةٍ للمدى ..

إليكَ يا أبي ..

أيها الذاهبُ في نزهةٍ للأبديةِ

تفترشُ الرمال الساخنة ..

تقرأ سورة الحبِّ ..

وتنامُ ملياً

على حدقاتِ الأرق..

العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق